أضرار صحية للعدسات اللاصقة

العدسات اللاصقة هي وسيلة شائعة لتصحيح الرؤية، وقد شهد استخدامها تزايدًا كبيرًا في السنوات الأخيرة بفضل راحتها مقارنة بالنظارات التقليدية. كما أنها تقدم مظهرًا أكثر جاذبية للكثير من الأشخاص الذين يعانون من مشاكل في الرؤية. رغم الفوائد التي تقدمها العدسات اللاصقة، فإن استخدامها قد يرتبط بعدد من الأضرار الصحية التي ينبغي على الأفراد الانتباه لها. من خلال هذا المقال، سنتناول خمسة أضرار صحية محتملة لاستخدام العدسات اللاصقة.

1. التهابات العين

التهاب العين يعد أحد الأضرار الصحية الأكثر شيوعًا المرتبطة باستخدام العدسات اللاصقة. يعود ذلك إلى عدة عوامل، من بينها تراكم الجراثيم والبكتيريا على العدسات نفسها. عندما لا يتم تنظيف العدسات بشكل مناسب أو يتم ارتداؤها لفترات طويلة دون راحة، تصبح البيئة المثالية لنمو هذه الجراثيم. عند دخول هذه البكتيريا إلى العين، يمكن أن تؤدي إلى التهابات قد تتراوح بين الخفيفة والشديدة. من أبرز التهابات العين المرتبطة بالعدسات اللاصقة:

• التهاب القرنية: هو التهاب يحدث في الطبقة الخارجية للعين ويؤدي إلى آلام شديدة، احمرار، وحساسية مفرطة للضوء.

• التهاب الملتحمة: هو التهاب في الجزء الداخلي من الجفن والعين والذي قد يسبب افرازات أو حكة.

من الممكن أن تتطور هذه الالتهابات إلى مشاكل أكثر خطورة مثل تقرحات القرنية، التي قد تؤدي إلى فقدان الرؤية إذا لم تُعالج بشكل صحيح.

2. جفاف العين

يعد جفاف العين من الأعراض الشائعة التي يعاني منها مستخدمو العدسات اللاصقة. تحدث هذه المشكلة عندما لا تفرز العين كمية كافية من الدموع للحفاظ على رطوبتها أثناء ارتداء العدسات. تعيق العدسات اللاصقة توزيع الدموع على سطح العين بشكل طبيعي، ما يؤدي إلى جفاف العين وتهيجها. بالإضافة إلى ذلك، فإن ارتداء العدسات اللاصقة لفترات طويلة قد يحد من كمية الأوكسجين التي تصل إلى القرنية، مما يزيد من شعور الجفاف والحرقة. من الأعراض المزعجة لجفاف العين:

• حكة شديدة في العين.

• شعور بوجود جسم غريب في العين.

• رؤية ضبابية مؤقتة.

3. العدوى الفطرية

يعتبر خطر الإصابة بالعدوى الفطرية من بين المشاكل الصحية التي قد تحدث نتيجة لاستخدام العدسات اللاصقة. العدوى الفطرية نادرة، لكنها قد تكون خطيرة للغاية إذا أصابت العين. تحدث العدوى الفطرية عادةً بسبب التلوث الذي يحدث نتيجة استخدام العدسات بعد تنظيف غير مناسب أو ارتدائها لفترة طويلة. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يؤدي غسل العدسات بالماء العادي أو تخزينها في محاليل غير معقمة إلى زيادة خطر العدوى الفطرية. قد تؤدي العدوى الفطرية إلى تلف القرنية بشكل دائم وفقدان البصر في بعض الحالات.

4. ارتفاع ضغط العين

ارتداء العدسات اللاصقة قد يؤثر بشكل غير مباشر على ضغط العين. في بعض الحالات، قد يؤدي ارتداء العدسات لفترات طويلة إلى ارتفاع ضغط العين، وهو ما يشكل خطرًا على صحة العين على المدى الطويل. زيادة الضغط داخل العين قد تؤدي إلى مرض الزرق (Glaucoma)، الذي يمكن أن يسبب تلفًا في العصب البصري وقد يؤدي في النهاية إلى فقدان البصر إذا لم يُعالج بشكل فعال. هذا يشكل خطرًا إضافيًا بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من مشاكل صحية مثل السكري أو ارتفاع ضغط الدم، إذ يمكن لهذه العوامل أن تزيد من احتمالية الإصابة بارتفاع ضغط العين.

5. المشاكل الجمالية والتغيرات في شكل العين

يعتقد الكثير من الأشخاص أن العدسات اللاصقة هي الحل المثالي لمشاكل الرؤية دون التأثير على مظهرهم. ومع ذلك، يمكن أن تؤدي العدسات إلى مشاكل جمالية في العين مع مرور الوقت. من أبرز المشاكل التي قد تظهر:

• التورم والاحمرار: قد يتسبب الاستخدام الطويل للعدسات اللاصقة في تورم العين أو احمرارها بشكل دائم.

• ظهور الدوائر الداكنة حول العين: قد يسبب الضغط المستمر للعدسات على محيط العين تغييرات في الأنسجة الرقيقة حول العين، مما يؤدي إلى ظهور علامات تعب أو دوائر داكنة تحت العين.

• العين الجافة والمتهيجة: يمكن أن يتسبب الاستخدام الطويل للعدسات في تهيج الأنسجة الداخلية للعين، مما يؤدي إلى جفاف العين أو شعورها بالحساسية.

بالإضافة إلى ذلك، قد يؤدي سوء التكيف مع العدسات اللاصقة إلى تغيير تدريجي في شكل العين وتعرض الأنسجة للتمزق، ما قد يستدعي التدخل الطبي.

الخاتمة

في النهاية، على الرغم من الفوائد التي تقدمها العدسات اللاصقة في تصحيح الرؤية، من المهم أن يكون المستخدمون على دراية بالأضرار الصحية المحتملة المرتبطة باستخدامها. الالتزام بتعليمات العناية بالعدسات والتأكد من النظافة الجيدة واختيار العدسات التي تتناسب مع احتياجات العين يمكن أن يقلل من هذه المخاطر. يجب على الأفراد أيضًا مراجعة طبيب العيون بشكل دوري لضمان سلامة العين وراحة الرؤية.